قرار التغيير

في إحدى الحارات الهادئة، كان هناك فتى يدعى سامر يبلغ من العمر 15 عامًا. كان سامر طالبًا مجتهدًا وذكيًا، لكن فضوله الزائد دفعه للتورط في أمور لم يكن يدرك عواقبها. في أحد الأيام، وبينما كان سامر يجلس مع صديقه علي في مقهى صغير، لاحظه يستخدم الأرجيلة الإلكترونية ويضحك وكأنه يخوض مغامرة ممتعة. بدأ صديقه علي يشجعه على التجربة. - جرّبها، إنها مجرد دخان ولا تسبب ضررًا، قال علي.

تردد سامر في البداية، لكنه أراد أن يبدو “كبيرًا” في نظر صديقه. أخذ أول نفَس، وشعر بطعم حلو يتسلل إلى فمه، لكنه لم يدرك أن هذا كان بداية لشيء سيغيّر حياته. مرّت الأسابيع، وأصبح سامر يعتمد على الأرجيلة الإلكترونية كل يوم. بدأ يشعر بالتعب بسرعة، وأصبحت درجاته في المدرسة تتدهور. - لا أستطيع التركيز، قال سامر لنفسه.

هنا لاحظ والده التغيرات، قرر التحدث إليه. قال والده بحزم: - سامر، ألاحظ أنك لست كالسابق. ماذا يجري؟ تردد سامر، لكنه اعترف أخيرًا. - أبي، بدأت باستخدام الأرجيلة الإلكترونية مع صديقي علي. كنت أظن أنها مجرد تسلية. - هذه الأرجيلة ليست مجرد لعبة، قال والده بقلق.

كانت كلمات والده صدمة لسامر. بدأ يبحث عن معلومات عن الأرجيلة الإلكترونية والتدخين، ووجد حقائق مرعبة: كانت تسبب الإدمان وتؤثر على الدماغ. - كيف لم أكن أعلم هذا؟ تساءل سامر. قرر سامر التوقف عن استخدامها، لكن الأمر لم يكن سهلاً. واجه صعوبات في الأيام الأولى، وبدأ يشعر بالإحباط.

وجد سامر دعمًا كبيرًا من والديه ومعلمه في المدرسة. بدأ يمارس الرياضة لتفريغ طاقته، وعاد إلى دراسته بكل جدية. - سأفعلها، قال سامر بعزم. بعد أشهر من الجهد، استطاع سامر التخلص تمامًا من هذه العادة السيئة. شعر بالفخر بنفسه واستعاد ثقته.

ثم أصبح يتحدث في مدرسته عن تجربته، محذرًا زملاءه من مخاطر التدخين والأرجيلة الإلكترونية. كما قال لهم في نهاية كلمته: - لا تدعوا فضولكم يدفعكم إلى قرارات قد تدمر مستقبلكم. كل لحظة تقضونها في تحسين أنفسكم هي استثمار في حياتكم. هكذا، أصبح سامر نموذجًا يُحتذى به بين أقرانه، وتعلم درسًا لا يُنسى عن أهمية اتخاذ القرارات الصائبة في الحياة.